top of page

Amreeka أمريكا


الحلم يأتي غدا و لا يحكمه جواز سفر و لا يوقفه أحد

العيش تحت حصار و حواجز و خوف من اللحظة القادمة هو هاجس كل فلسطيني يعيش داخل الأراضي المحتلة و كيف عندما تكون أم , مطلقة و لها طفل أصبح شابا و لا يستطيع أن ينظر إلى حلمه خوفا من

المستقبل , هذا هو حال كل فلسطيني ... يحلم بمستقبل أفضل.

منى (نسرين فاعور) موظفة بنك تعيش في بيت لحم مع والدتها بعدما حصل طلاق بينها و بين زوجها و أصبح همها ولدها فادي ليعوضها عن كل لحظة إحباط مرت و تمر به كل يوم من الاحتلال والخوف من المستقبل بشكل عام ومشاكلها الشخصية مثل وزنها الزائد.

بعد ضغط مكثف في مشاهد متتالية على نفسية منى لخصت عذاب سنين يأتي الحل بالسفر لأمريكا حيث كانت هي و طليقها تقدموا لهجرة و أخذت وقتها الطويل و أخيرا وصلت الرسالة المطلوبة و مع كل الضغط لم يأخذ القرار الكثير من التفكير.

تودع منى و فادي فلسطين بعينين يملئهما الأمل و الألم بنفس الوقت لكنهم يتطلعوا للأفضل , يصلوا لأمريكا بوقت صعب حيث الغزو الأمريكي للعراق في بداياته و الإجراءات الأمنية صعبة و من هنا يبدأ ظهور فرق الثقافات و التفكير و الصراع خصوصا لمنى.

تستقبل منى أختها رغدة ( هيام عباس) و زوجها نبيل (يوسف أبو ورده) حيث لم يروا بعضهم العض لمدة 15 سنة لتستقر المهاجرة الجديدة في بيتهم و تكتشف أن بساطتها كلفتها النقود التي جمعتهم لتعيش على أمل أنها ستعمل في بنك و ستكون الحياة ببساطة أفلام هوليوود.

الشعب الأمريكي كمعظم شعوب العالم به العنصري، السيئ و المتعاطف خصوصا عندما تكون شخص قادم من مجهول و كيف عندما تكون هناك حرب و الإعلام هو الحاكم و يتحكم بعقل الناس فتعاني من صعوبات الاندماج و إيجاد عمل و بنفس الخط يعاني فادي نفس المشاكل في مدرسته حيث أنه في عمر حساس و أعظم الطلاب تمتلكهم حماسة الشباب و الكثير من النقاشات الحادة تحصل بينهم و بالعادة تؤدي لتلميحات عنصرية في الأغلب.

صعوبة الحياة بأمريكا و صعوبة العمل و الضغط المادي الذي تعانيه العائلتين تدفع منى للعمل في مطعم وجبات سريعة و تكذب على عائلتها لأنها تخجل من أن حلمها تحول إلى وجبة سريعة.

الأحداث تمر و تكسب منى صداقات من المجتمع الأمريكي و تبدأ بالاندماج أسرع من فادي الذي يحاول التحول لأمريكي أكثر من التأقلم و هذا يؤدي إلى توسيع الفجوة بصراع الأجيال بينه و بين أمه لتضيف إليها تكسُّر معنى الهوية لديه و حتى رغدة التي تأقلمت مع الحياة الضغط يجعلها تندم للعيش في أمريكا و تحلم بالعودة للوطن ذو الصورة الوردية حيث لا تعرف كيف هو الوضع في فلسطين التي أصبحت تعني لها الأم ، الأرض و الزعتر ولا تستطيع تخيل مدى صعوبة العيش تحت الاحتلال.

نقطة التحول تأتي من جهل و عنصرية زملاء فادي بالمدرسة التي تؤدي لمشكلة لم تتوقعها منى أن تحصل في أمريكا و هاجرت من فلسطين خوف منها.

نهاية الفيلم منطقية حيث الحياة ليست إلا أيام و تمر و الطموح و الحلم يأتي غدا و لا يحكمه جواز سفر و لا يوقفه أحد و الوطن في القلب أينما كنت.

الفيلم يتميز بسلاسة الأحداث و تلقائية الممثلين حيث تشعر بأنك تعايشهم كل يوم الذي يجعلك تشعر بتناقضات الحياة تضحك على هم و تتألم على أخر .

فيلم فلسطيني يحكي حكاية أشخاص و كأي إنسان فلسطيني البعد السياسي يؤثر على حياته و لكن أي عربي قد يشعر ما يمر به أبطال الفيلم حيث الأحداث قد يمر بها أي إنسان و أللهجة المستخدمة بسيطة جدا .

تميزت المخرجة شرين دعيبس باختيار الممثلين الأساسين و الثانويين حيث كل منهم ملئ مكانه بشكل مناسب و تميزت أيضا بتحكمها بالعناصر السينمائية و التقنية حيث تجعل المشاهد يعيش داخل المشهد عن طريق الحوار و الصورة.

الفيلم بطولة : منى فاعور , هيام عباس , يوسف أبو وردة

إخراج: شرين دعيبس

نشرت هذه المقالة في مجلة أنت شهر ديسمبر ٢٠٠٩

Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
No tags yet.
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page